كرة القدم

قوانين التسلل في كرة القدم

حالات التسلل في كرة القدم

يُعدّ قانون التسلل من أصعب قوانين كرة القدم، إذ إنه من القوانين التي تتضارب فيه آراء الحكام وتتباين وجهات نظرهم، وذلك يعود إلى دقة ملاحظاتهم ومدى انتباههم، وماهية مراعاتهم لأبسط التفاصيل والفروق اللحظية، وتعود تلك المهمة للحكام الذين يقفون خارج الملعب على أطرافه.

 

وضعية التسلل

يُعدّ اللاعب متمركزاً في وضعية التسلل في الحالات الآتية:

  • عندما يكون أي جزء من رأس اللاعب المهاجم أو قدميه أو بقية جسده بخلاف يديه داخل خط منتصف ملعب الخصم في اللحظة التي يستلم فيها الكرة.
  • عندما يكون أي جزء من رأس اللاعب المهاجم أو قدميه أو بقية جسده أقرب من جسد لاعب الفريق الخصم الأخير إلى مرماه في اللحظة التي يستلم فيها المهاجم الكرة، إلا أنها هذه القاعدة لا تنطبق على أيادي اللاعبين، وحرّاس المرمى لأنها مستثناة في وضعية التسلل.

إلا أن اللاعب المهاجم لا يُعتبر في وضعية التسلل إذا كان على نفس المستوى مع:

  • جسد أخر مدافع في الفريق الخصم.
  • آخر لاعبين اثنين من فريق الخصم، وهما لاعب الدفاع الأخير وحارس المرمى.

 

وقوع التسلل

لا يمكن احتساب وضعية التسلل للاعب في حال كان في موقع التسلل إلا إذا:

إقرأ أيضا:كم مدة مباراة كرة القدم
  • استلم الكرة أو مرّرها لأي زميل له في الفريق.
  • تدخَّل اللاعب المهاجم الموجود في منطقة التسلل في شأن الخصم، وهُنا لها أكثر من حالة:
    • أن يكون اللاعب المهاجم حاجباً الرؤية الواضحة عن مدافعي الفريق الآخر.
    • إذا تحرّك اللاعب الذي يقع في منطقة التسلل وأثّر على قدرة لاعبي الخصم في نقل الكرة.
  • أن يكتسب اللاعب المهاجم فرصة وأفضلية لاستلام الكرة وإحراز هدف لصالح فريقه، ويحدث ذلك من خلال ارتداد الكرة من الحارس أو العارضة إليه.

هنالك بعض الحالات التي لا بد من ذكرها:

  • لا يعتبر اللاعب المهاجم متسللاً إن استلم الكرة عبر تمريرة من أحد لاعبي الخصم المنافس.
  • إن عُرقل اللاعب المتسلل بعد ثبوت عملية التسلل، يتم تنبيه اللاعب الذي ارتكب الخطأ بحق المهاجم، مع احتساب التسلل على المهاجم في ذات الوقت.

 

عدم احتساب التسلل

لا يُعد التسلل مُحتسباً على اللاعب المهاجم الواقع في منطقة التسلل إذا ما تلقى الكرة بشكل مباشر عن طريق:

  • ركلة مرمى.
  • رمية تماس.
  • ركلة ركنية.

 

المخالفات والعقوبات

يُمكن حصر عقوبات التسلل فيما يأتي:

إقرأ أيضا:كيف تصبح حكم كرة قدم
  • في قوانين كرة القدم، في حال ثَبُت وقوع اللاعب في منطقة التسلل واحتَسب الحكم ذلك، يَمنح الحكم ركلة حرة غير مباشرة للفريق الخصم، إذ تُنفّذ الركلة من المكان الذي وقع فيه اللاعب في التسلل.
  • في حال وقوف اللاعب المتسلل في مكانه ثابتاً دون حراك، واستطاع فريقه إحراز هدف لصالحه، فيحتسب الهدف للفريق في حال لم يحاول اللاعب التدخل في عملية سير اللعبة، أمّا في حال محاولته التدخّل، فيتم إلغاء الهدف، واحتساب ركلة حرة غير مباشرة لمصلحة الخصم.
  • في حال تعرض اللاعب المتسلل للعرقلة قبل حدوث عملية التسلل واستلامه الكرة، يتم احتساب ضربة حرة مباشرة للمهاجم.
  • اللاعب الذي يُغادر أرضية الملعب، ثم يعود إليها دون إذن من الحكم، ويحصل في الوقت ذاته على فرصة لتسجيل هدف، فيجب تنبيه الحكم من قِبل الحكم المساعد لهذه الحالة في حال لم يُعاقب اللاعب بمخالفة التسلل.

 

جدل قرارات التسلل في كرة القدم

يُعدّ قانون التسلل من أصعب القوانين في لعبة كرة القدم، ومردّ ذلك إلى أن هذا القانون قابل للكثير من التفسيرات حسب اجتهاد حكم المباراة ومدى انتباهه وتموضعه، مما يجعل هذا الموضوع متاحاً للنقاش، ومُثيراً للجدل بين جمهور هذه اللعبة، كما أن الكثير من مدربي الفرق يقومون بالاحتجاجات ورفع الشكاوي على الحكَم بشكل مستمر، مما قد يجعله متورطاً في إخلال نتيجة المباراة، إذ إن الكثير من المدربين يجدون صعوبة في الاعتراف بوقوع التسلل على أفرقتهم، ومن الجدير بالذكر أنه وإن ثبت عدم صحة ذلك التسلل المحتسب من قبل حَكم المباراة، فإن قراره يُعد نهائياً غير قابل للرجوع فيه.

إقرأ أيضا:أشهر لاعبي كرة القدم

 

تقنية التحكيم بالفيديو في التسلل

يتخذ حُكّام المباريات العديد من القرارات في المباريات، ومن ضمن هذه القرارات ما يقرّ عدم حدوث المخالفة، ولأن مراجعة كل قرار على حدة يتطلب وقتاً وجهداً كبيرين خاصة في قضية مخالفة التسلل المختلف عليها، ففي الخامس من آذار عام 2016 وفي مدينة كارديف تقرّر بالاجتماع السنوي الدائم لمجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم على تجربة نظام (VAR)، وهو نظام يَعرِض حالات التسلل والأخطاء الواقعة على أرضية الملعب عبر نظام إعادة اللقطة من خلال الفيديو، إذ إن الهدف من هذا النظام هو تقليل نسبة الأخطاء الحاصلة من حُكام اللعبة داخل الملعب، وتحسين رؤية رياضة كرة القدم.

 

تاريخ التسلل في كرة القدم

كانت مسألة التسلّل في الماضي تعني أن يقف اللاعب بعيداً عن بقية اللاعبين من حوله، وكانت فحوى فكرته ومفادها هي أن اللاعب لا يجوز له الوقوف بجانب الهدف منتظراً وصول الكرة إليه، لأنه إذا ما وصلت إليه قام بركل الكرة بكل سهولة، محرزاً الهدف لفريقه دون أي جهد أو شيء من البراعة في ذلك، وبالتالي تحتّمَ على لاعبي الفريق الخصم البقاء بجانب مرماهم في سبيل حمايته، مما أعاق انتشار كافة اللاعبين في المباراة، إذ إن كل فريق يتمركز لاعبيه بجانب مرماهم وحسب، تاركين بقية أرجاء الملعب خالية فارغة، مما جعل اللعب مملاً غير ممتع.

في القرن التاسع عشر، وبالتحديد في عام 1863م كانت قاعدة التسلل ضمن القواعد الأساسية الموجودة في قوانين رياضة كرة القدم، ونظراً لأنها لم تكن ملائمة لمرونة اللعبة فقد سارع اتحاد كرة القدم في أواخر الستينات باعتماد قانون اللاعبين الثلاثة، والذي ينص على أنه لا يجوز للاعب المهاجم الذي يستلم الكرة وأمامه أقل من ثلاثة لاعبين أن يُسدد الكرة على مرمى الفريق الخصم إذ يُعتبر متسللاً.

استمرت الخلافات وتضاربت الآراء حول ذلك القانون، إلى أن تم إنشاء مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (IFAB) في أواخر السبعينات، والذي تكوّن حينها من أربع دول، وهي: إنجلترا، واسكتلندا، وويلز، وجمهورية إيرلندا، حيث تم الاتفاق عام 1886م عن طريق التصويت على وضع قوانين جديدة في سبيل تطوير رياضة كرة القدم، وكان من ضمن القوانين قانون التسلل الموجود في الوقت الحالي.

 

كرة القدم

تُعتبر كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية وجماهيرية حول العالم، حيث يلتقي فيها فريقان، يتكون كل فريق منهما من أحد عشر لاعباً، ويُعتبر الفريق فائزاً إذا استطاع إحراز أهداف أكثر في مرمى الفريق الآخر، وخلال المباراة يتم مداورة الكرة وتحريكها داخل أرجاء أرضية الملعب عن طريق استخدام كافة أجساد اللاعبين، باستثناء اليدين والذراعين، إذ يُسمح ذلك لحارس المرمى فقط، شريطة أن يكون الحارس داخل منطقة الجزاء الخاصة في مرماه.

من أسباب انتشار هذه الرياضة وشعبيتها الكبيرة هو سهولة ممارستها في العديد من الأماكن، مثل الملاعب الرسمية لكرة القدم، والصالات الرياضية، والمسطحات الخضراء، والحدائق، والمدارس التعليمية، والشواطئ، وحتى في الشوارع، والأزقة، إذ استطاعت كرة القدم السيطرة على هوس الكثيرين، حتى وصل أعداد المهتمين بها إلى أكثر من 1.3 مليار متابع حول العالم، وما يقارب 250 مليون لاعب، وذلك حسب تصنيف الاتحاد العالمي لكرة القدم (FIFA)، ومن الجدير بالذكر أن نسبة المشاهدات التلفزيونية لبطولة كأس العالم عام 2010م بلغت أكثر من 26 مليار مشاهد، وهي بطولة تُقام كُل أربع سنوات، إذ تُعد البطولة الأهم في تاريخ كرة القدم.

السابق
فوائد رياضة كرة القدم
التالي
طول وعرض مرمى كرة القدم