📖 قصة سعيد بن زيد رضي الله عنه
جدول المحتويات
في تاريخ الإسلام المضيء، يبرز عشرة من الصحابة الكرام الذين نالوا شرف التبشير بالجنة في حديث واحد من النبي ﷺ، وهم من خيرة الأمة وأسبقها إلى الإيمان والجهاد. من بينهم سعيد بن زيد رضي الله عنه، الصحابي الجليل الذي جمع بين السبق في الإسلام، والصدق في المواقف، والبطولة في ميادين الجهاد. في هذا المقال، نسلّط الضوء على سيرته، ونروي قصته التي تجلّت فيها كرامة الدعاء، ونستعرض فضائله ومكانته بين الصحابة، مستندين إلى الأحاديث الصحيحة والمصادر التاريخية الموثوقة.
✨ حادثة الدعاء المستجاب
في المدينة المنورة، ادّعت امرأة تُدعى أروى بنت أويس أن سعيد بن زيد قد اعتدى على أرضها وظلمها في ملكها. رفعت شكواها إلى مروان بن الحكم والي المدينة آنذاك، فأنكر سعيد ذلك بشدة، وأراد أن يُظهر براءته أمام الناس.
فرفع يديه إلى السماء وقال دعاءً عظيمًا:
“اللهم إن كانت كاذبة فاعمِ بصرها، واقتلها في أرضها، وأظهر لي نورًا مبينًا للمسلمين.”
وكانت كرامة هذا الدعاء أن الله استجاب له، فعميت المرأة، ثم سقطت في حفرة بأرضها وماتت فيها، كما دعا سعيد رضي الله عنه. فكانت هذه الحادثة من دلائل صدقه، ومن كرامات الصحابة التي شهد بها الناس.
إقرأ أيضا:قصص سيدنا سليمان
🟡 التلخيص التفصيلي للأحداث
- النبي ﷺ بشّر عشرة من الصحابة بالجنة في حديث واحد، وهم: أبو بكر، عمر، عثمان، علي، الزبير، طلحة، عبد الرحمن بن عوف، سعد بن أبي وقاص، سعيد بن زيد، وأبو عبيدة بن الجراح.
- سعيد بن زيد هو ابن عم عمر بن الخطاب وزوج أخته، أسلم مبكرًا قبل إسلام عمر، وكان من أوائل المهاجرين.
- شارك في معظم الغزوات مع النبي ﷺ، باستثناء بدر، إذ أُرسل مع طلحة لتحسس أخبار قريش.
- كان جريئًا في الحق، لا يخاف في الله لومة لائم، وأنكر على من شتم علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
- اتُّهم ظلمًا من امرأة تُدعى أروى بنت أويس، فدعا عليها دعاءً مستجابًا: أن يعمي الله بصرها ويقتلها في أرضها، فاستُجيب له.
- توفي سنة 51 هـ، ودُفن في المدينة بعد الصلاة عليه في مسجد رسول الله ﷺ.
- عُرف بفضله ومكانته، حتى قال مروان بن الحكم: “لن يبايع الناس حتى يجيء سعيد بن زيد فيبايع، فإنه سيد أهل البلد”.
- أوذي في سبيل الله، وكان عمر بن الخطاب يعذبه قبل إسلامه، ثم أصبح من أعمدة الفتح الإسلامي، وولّاه أبو عبيدة نيابة دمشق.
- في معركة اليرموك، أشار خالد بن الوليد أن يكون سعيد في قلب الصفوف، فكان له دور بارز في النصر.
- الصحابة عامةً لهم فضل عظيم، فهم خير القرون، وواسطة نقل الشريعة، وقد أثنى الله عليهم في القرآن الكريم.
⚔️ مواقفه في الجهاد
- شارك في معظم الغزوات مع النبي ﷺ، باستثناء غزوة بدر، إذ أُرسل مع طلحة بن عبيد الله لتحسس أخبار قريش.
- في معركة اليرموك، أشار خالد بن الوليد أن يكون سعيد في قلب الصفوف، لما عُرف عنه من شجاعة وثبات.
- بعد فتح دمشق، ولاه أبو عبيدة بن الجراح نيابة المدينة، لما له من مكانة بين الصحابة.
🕊️ وفاته
توفي سعيد بن زيد سنة 51 هـ، وكان عمره حينها أكثر من سبعين عامًا. مات في قصره بالعقيق، وحُمل إلى المدينة المنورة، حيث صلّى عليه المسلمون في مسجد رسول الله ﷺ، ودُفن هناك.
إقرأ أيضا:قصة سيدنا زكريا
🔵 الخاتمة
سعيد بن زيد رضي الله عنه لم يكن مجرد اسم في قائمة المبشّرين بالجنة، بل كان نموذجًا حيًا للثبات على الإيمان، والصدق في المواقف، والبطولة في ميادين الجهاد. قصته تذكّرنا بعظمة الصحابة، وكراماتهم، وفضلهم في نشر الإسلام. رحم الله سعيدًا، وجعلنا ممن يقتدي بسيرته، ويستلهم من مواقفه النور والهداية، ويحب أصحاب النبي ﷺ حبًا صادقًا يليق بمقامهم.