قصة مثل عاد بخفي حنين
يُقال في قصة عاد بخفي حنين أنّ حنيناً كان إسكافياً، فتساوم هو وأعرابي على خفين، ولكنّهما اختلفا في شأن الخفين، وعلى هذا أراد حنين الانتقام من الأعرابي، فما كان عليه إلّا أن أخذ أحد الخفين، وألقى به في الطريق وألقى بالخف الثاني في طريقٍ آخر، وعندما مرّ الأعرابي من أحد الطرق، وجد أحد الخفين فقال في نفسه: إنّه يشبه خف حنين، ولو كان الخفان معاً لأخذتهما، ثمّ تابع مسيره ووجد الخف الآخر، ثمّ ترك دابته ورجع إلى ذلك الموضع؛ ليأتي بالخف الأول، وفي تلك الأثناء انتقم حنين منه وسرق دابته ومتاعه، ثمّ عاد الأعرابي إلى قومه وقال لهم جئتكم بخفي حنين، وهكذا فإنّ هذا المثل يُضرب لمن خاب في مسعاه، ورجع بخيبة آماله.
رجع حنين بخفيه
قال ابن السكيت أنّ حنيناً كان رجلاً شديداً، إذ حضر إلى أسد بن هاشم بن عبد مناف، ثمّ أتى عبد المطلب وقد كان يرتدي خُفّين أحمرين، وقال: يا عم أنا ابن أسد بن هاشم، فقال عبد المطلب: لا، وثياب ابن هاشم، لا أعرف شمائل هاشم فيك، فارجع، ثمّ رجع، لذلك قالوا رجع حنين بخفيه، ثمّ أصبح هذا مثلاً شائعاً بين الناس.
أهمية المثل العربي
لقد أبدع العرب فيما ضربوه من أمثال، فقد كانوا يستغلون في ذلك كلّ موقف وحدث، فلا تخلو أيّ خطبة مشهورة، أو أيّ قصيدة سائرة من الأمثال المؤثرة، وبالتالي فإنّ الأمثال تحتل مكانةً مميزةً في الحديث عن أخلاق الأمة، وفكرها، وتقاليدها، وعاداتها، كما يُصوّر المثل المجتمع بحياته، وبشعوره، وهو بذلك مرآة للمجتمع في مختلف نواحي الحياة سواء كانت اقتصادية، أو اجتماعية، أو عقلية، أو سياسية، أو لغوية، أو دينية، ويعتبر المثل في لغته أقوى دلالة من الشعر؛ ذلك لأنّه يُقال لكافة طبقات المجتمع، ولا يقتصر على طبقة معينة.
إقرأ أيضا:أقوال عن الصلاةبعض الأمثال العربية
أطِّري فإنّكِ ناعلة: يُقال أنّ قصة هذا المثل هو أنّ رجلاً رأى راعية له، كانت ترعى في السهول، وتترك الرعي في الحزونة، ثمّ قال لها هذا الرجل: أطرِي فإنّكِ ناعلة، وأطرِي معناها: أن تذهب وترعى في طرر الوادي وجوانبه ونواحيه، أما في قوله: “إنكِ ناعلة” أي أنّ عليها نعلين، ومعنى الحزونة الأرض المرتفعة، وعليها قالوا: الشجاع موقّى، وقولهم: به داء ظبي: أي ليس بالظبي أي داء.
إقرأ أيضا:ما معنى بلغ السيل الزبى