حكم

حكم في الصمت

حكم في الصمت

عندما يعجز اللسان عن الحديث، وتعجز الجوارح عن التعبير، يكون الصمت هو المعبر الوحيد عما يشعر به الإنسان .فالصمت رسالة إنصات للوجود، وهو شعور فريد، لا يتقنه الكثيرين . وفي بعض الأحيان يكون الصمت خيرٌ من الكلام، لقول الرسول –صَلَّ الله عَليه وَسلم- :”من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت”.

حكم في الصمت

  • أصمت. وتظل صفحات البوح فارغة لا تملؤها كل تلك الثرثرة التي أحدِّث بها نفسي. وتظل الصفحات فارغة إلا من سطور الدمع الذي ذرفته أعين المعاناه. سطور تئن بلا أنين. وتصرخ حرقة بلا آهة. أصمت. حين يحتاج الكلام إلى حروف غير تلك التي أعتادها. إلى كلمات لا تشبه التي سمعتها. إلى معانٍ أعمق من تلك التي أستطيع الوصول إليها. أصمت. لأن الصمت هو الحل الوحيد. هو الكهف الذي ألوذ به من صخب البوح وضجيجه. أصمت. لأغادر حصار اللغة. وأتمرد على قيود النطق. وأمضي إلى مناطق الصمت الرحبة. حيث لا حدود ولا قيود. أصمت. حين تكون الكلمة خطوة إلى مجهول لا أريد المضي إليه. أصمت. لأن الحقيقة أصبحت كالخرافة. لا أستطيع أيضاَ الانعتاق منها. أصمت. لأن الصمت لغة تحوي كل اللغات. تواصل يعبر الآفاق ويتجاوزالمسافات. يخترق حواجز الجفاء، والفراق، والبعد. فأهذي كما أشاء، وأغضب، وأشتاق، وأعاتب، وأبكي وابتسم كما أشاء، أصمت. لأن الحدث مأساة. انهارت له قوى الكلمات. وكلما أغرت نفسها بالنهوض من جديد خذلتها الأقدام. فسقطت تتمتم. إنها مأساة. أصمت. لأن في العروق أسى. وفي الحنايا لوعة. هي أثقل من أن تحملها ظهور الكلمات. أصمت. لأن الصمت احتجاج على ظلم ليس بالإمكان رده. أصمت. لأني خُذلِت! واجتثت زهور تفتحت بالأحلام. وحطمت أمام عينيّ كؤوس ملأتها بالأمنيات. وأطفئت قناديل الأمل. وظهر شعاع اليأس. أصمت. لأن الكلمات سجينة زنزانة الجدوى. فمن العبث أن تصرخ في أذن أصمّ. أو تستنطق شفاه أبكم. أصمت. لأن هناك من يجيد قراءة صفحات الصمت. ويسمع همس السكوت. أصمت. لأن الآخر يرفض الإنصات. ويخشى أن تؤلمه وقع الكلمات. فيهرب من طنين العتاب. ولسعات اللوم. ولكن آنى له أن يهرب من سوط الضمير الذي قد يفيق يوماَ ما. أصمت. لأن الصمت حكمة.
  • عندما نبكي من الداخل وقناع الابتسامة على وجوهنا سيكون أيضاً لحظات الصمت هي الفارق بين البكاء والابتسامة حتى لا يفضح أمرنا.
  • عندما نرى أن من كانوا أقرب الناس إلينا قد ألفوا البعد عنا فالصمت هو أبلغ رد.
  • الصمت هو العلم الأصعب من علم الكلام، يصعب أحياناً تفسيره وهو أفضل جواب لبعض الأسئلة، وقيل قديماً أن الصمت إجابة رائعة لا يتقنها الآخرين.
  • قال لقمان لولده: “يا بني اذا أفتخر الناس بحسن كلامهم فأفتخر أنت بحسن صمتك”.
  • عندما يعجز اللسان عن الحديث وتعجز الجوارح عن التعبير يبقى الصمت هو المعبر الوحيد عن ما يألم بهذا الإنسان.
  • أحمد البلاغة الصمت حين لا يَحْسُنُ الكلام.
  • إذا تكلمت بالكلمة ملكتك وإذا لم تتكلم بها ملكتها.
  • السكوت علامة الرضا.
  • أنت على رد ما لم تقل أقدر منك على رد ما قلت.
  • إياك وأن يضرب لسانك عنقك.
  • تكلم فقد كلم الله موسى.
  • خير الكلام حفظ اللسان.
  • خير الكلام ما قل ودل.
  • رب سكوت أبلغ من كلام.
  • رب قول أشد من صول.
  • رب كلام يثير الحروب.
  • رب كلمة قالت لصاحبها دعني.
  • سرك أسيرك.
  • سلامة الإنسان في حلاوة اللسان.
  • صدرك أوسع لسرك.
  • صدور الأحرار قبور الأسرار.
  • عثرة القدم أسلم من عثرة اللسان.
  • كأن على رؤوسهم الطير.
  • كل سر جاوز الاثنين شاع.
  • لا تطلقن القول في غير بصر إن اللسان غير مأمون الضرر.
  • لا تهرف بما لا تعرف.
  • لسان الفتى عن عقله ترجمانه متى زل عقل المرء زل لسانه.
  • لسانك حصانك إن صنته صانك، وإن هنته هانك.
  • الساكت عن الحق شيطان أخرس.
  • مقتل الرجل بين فكيه.
  • ملكت نفسي يوم ملكت منطقي.
  • من كتم سره كان الخيار بيده.
  • وإحفظ لسانك لا تقول فتبتلى إن البلاء موكل بالمنطق.
  • بعض القول يذهب في الرياح.
  • جُرْحُ اللسان كَجُرْحِ اليد.
  • في الصمت ستر للغيّ وإنما صحيفة لب المرء أن يتكلما.
  • لفظة زائغة سبيلها قد سلبت نعمة من يقولها.
  • من لم يكن لسره كتوما فلا يلم في كشفه نديماً.

الفرق بين الصمت والسكوت

  • أن السكوت هو ترك التكلم مع القدرة عليه، وبهذا القيد الأخير يفارق الصمت؛ فإن القدرة على التكلم غير معتبرة فيه.
  • كما أن الصمت يراعى فيه الطول النسبي، فمن ضم شفتيه آنًا يكون ساكتًا، ولا يكون صامتًا إلا إذا طالت مدة الضم.
  • السكوت إمساك عن الكلام حقًا كان أو باطلًا، أما الصمت فهو إمساك عن قول الباطل دون الحق .

(قال الراغب: الصمت أبلغ من السكوت؛ لأنه قد يستعمل فيما لا قوة له للنطق، وفيما له قوة النطق؛ ولهذا قيل لما لا نطق له الصامت والمصمت، والسكوت يقال لما له نطق فيترك استعماله.

إقرأ أيضا:أقوال وحكم عن الغرور

شعر عن الصمت

فاروق جويدة وكلانا في الصمت سجين

لن أقبل صمتك بعد اليوم

لن أقبل صمتي

عمري قد ضاع على قدميك

أتأمل فيك.. وأسمع منك..

ولا تنطق..

أطلالي تصرخ بين يديك

حرك شفتيك

أنطق كي أنطق

أصرخ كي أصرخ

ما زال لساني مصلوبا بين الكلمات

عار أن تحيا مسجونا فوق الطرقات

عار أن تبقى تمثالا

وصخورا تحكي ما قد فات

عبدوك زمانا واتحدت فيك الصلوات

وغدوت مزارا للدنيا

خبرني ماذا قد يحكي صمت الأموات

  • * *

ماذا في رأسك خبرني..

أزمان عبرت..

وملوك سجدت..

وعروش سقطت

وأنا مسجون في صمتك

أطلال العمر على وجهي

نفس الأطلال على وجهك

الكون تشكل من زمن

في الدنيا موتى.. أو أحياء

لكنك شيء أجهله

لا حي أنت.. ولا ميت

وكلانا في الصمت سواء

  • * *

أعلن عصيانك لم أعرف لغة العصيان

إقرأ أيضا:حكم عن بر الوالدين

فأنا إنسان يهزمني قهر الإنسان..

وأراك الحاضر والماضي

وأراك الكفر مع الإيمان

أهرب فأراك على وجهي

وأراك القيد يمزقني

وأراك القاضي.. والسجان..

  • * *

أنطق كي أنطق

أصحيح أنك في يوم طفت الآفاق

وأخذت تدور على الدنيا

وأخذت تدور مع الأعماق

إقرأ أيضا:حكم عربية قديمة

تبحث عن سر الأرض..

وسر الخلق..

و سر الحب

وسر الدمعة والأشواق..

وعرفت السر ولم تنطق

  • * *

ماذا في قلبك خبرني..

ماذا أخفيت؟

هل كنت مليكا وطغيت..

هل كنت تقيا وعصيت

ظلموك جهارا

صلبوك لتبقى تذكارا

قل لي من أنت..؟

دعني كي أدخل في رأسك

ويلي من صمتي.. من صمتك

سأحطم رأسك كي تنطق..

سأهجم صمتك كي أنطق..

  • * *

أحجارك صوت يتوارى

يتساقط مني في الأعماق

والدمعة في قلبي نار

تشتعل حريقا في الأحداق

رجل البوليس يقيدني

والناس تصيح:

هذا المجنون

حطم تمثال أبي الهول

لم أنطق شيئا بالمرة

ماذا.. سأقول

ماذا سأقول

السابق
خواطر جميلة وقصيرة عن الحياة
التالي
حكم عن الصمت