حشرات و كائنات دقيقة

الرخويات

تعريف الرخويات

الرخويات (بالإنجليزية: Mollusk) هي مجموعة من الكائنات الحية التي تتكوّن جميعها من أجسام طرية وتتألّف عادةً من رأس وقدم، وغالباً ما يغطي أجسادها الهيكل الخارجي الصلب، مثل القواقع والمحار.

وتعد الرخويات واحدة من أكثر مجموعات الحيوانات تنوعاً في العالم، وعدد أنواعها لا يقل عن 50,000 نوع وقد تصل إلى 200,000 نوع، كما كان يُعتَقد أنها انقرضت منذ ملايين السنين حتى تم العثور على واحدة منها في عام 1952م في أعماق المحيط في ساحل كوستاريكا.

وتعد الرخويات في الأساس كائنات مائية تعيش غالبيتها في المياه المالحة، والقليل منها في المياه العذبة وعلى الأرض، كما يمكن العثور عليها كطفيليات مخفية داخل حيوانات أخرى.

الصفات العامة

الصفات الأساسية لدى أنواع الرخويات في العالم:

  • الحجم

يعتبر الحبّار العملاق أكبر اللافقاريات حجماً، حيث يبلغ طول جسمه ثمانية أمتار، مع تمديد أذرعه يصل طوله الإجمالي إلى 22 متراً، في المقابل هناك أيضاً أجسام دقيقة، يصل طولها إلى أقل من ملليمتر واحدٍ مثل بطنيات القدم.

 

  • أماكن العيش

تكيّفت الرخويات مع جميع البيئات عدا الهواء، أي لا يوجد رخويات طائرة، وتعيش آلاف الأنواع منها على الأرض بالكامل، وتم العثور على الرخويات الصخرية والرملية ووجِد الرخويات التي تحفر في الأرض وتزحف، ومنها من لديه القدرة على السباحة الحرة.

إقرأ أيضا:أنواع الطحالب

 

  • الوفرة

تم العثور على الرخويات في جميع أنحاء العالم، ووجد أنَّ الارتباط الوثيق للعديد من المجموعات الرخوية يكون بمصدر غذائها، سواء بالاعتماد المباشر على مصادر غذائية معينة، أو من خلال المشاركة في سلاسل الغذاء، وذلك يحد من توزيعها الجغرافي، وبشكل عام تتوافر أنواع الرخويات بعدد قليل في مناطق المياه الباردة.

 

الصفات الشكلية للرخويات

يختلف حجم الرخويات باختلاف النوع، إذ يتراوح حجمها من كائنات صغيرة جدًا لا تتجاوز مليمترًا واحدًا كما هو الحال في القواقع الصغيرة، إلى كائنات ضخمة كما في الحبار العملاق والمحار ومن أهم الصفات الشكلية للرخويات ما يأتي:

  • شكل الجسم

تمتلك الرخويات جسمًا ناعمًا وغير مقسم عدا في المونوبلاكورا، محميًا بهيكل خارجي في الغالب ويكون له قشرة كلسية.

  • الرأس

تمتلك الرخويات رأسًا مميزًا يضم الفم، والعينين، والمخالب، والأعضاء الحسية الأخرى، ويحتوي على مجسات.

  • الوشاح

إنّ أشهر ما يُميز الرخويات هو البشرة الظهرية التي تُسمى الوشاح أو الحجاب الحاجز، وما تحتويه من تجويف، والوشاح يغطي جسم الرخويات، ويمنحها القدرة على الحركة والتقاط الطعام.

إقرأ أيضا:بحث عن الفيروسات
  • القدم

للرخويات قدم مميز يمكن تعديله لاستخدامه في السباحة أو الزحف أو التنقيب على السواء، وهو عضو مختبئ ونحيل وممدود للأمام.

 

  • السائل اللزج

تستطيع الرخويات – العديد من بطنيات الأقدام – إفراز سائل لزج تدافع به عن نفسها ضد الحيوانات المفترسة، كما تفرز بعض أنواع الرخويات موادًا كيميائية ضارة، مثل: السموم من الغدد اللعابية، أو الأحماض الكريهة من خلايا الوشاح، ويفرز بعضها سوائل معينة لتخويف الحيوانات المفترسة أو للتمويه أو لتثبيط حاسة الشم لدى المفترس.

التركيب الداخلي للرخويات

تحتوي أجسام الرخويات من الداخل على مختلف الأجهزة الحيوية من جهاز هضمي وتنفسي وجهاز دوراني يحتوي على قلب وغيرها، ويمكن تفصيل التركيب الداخلي للرخويات كما يأتي:

العضلات والأنسجة

يحتوي جسم الرخويات على مجموعة من العضلات الظهرية البطنية التي تربط أجزاء الجسم مع بعضها البعض، وتساعده على التحرك والتدحرج، ويتميز جسمها بأنّه رخوي ممتلئ بالكامل بالأنسجة والسوائل في كل تجاويفه.

الجهاز العصبي

تمتلك الرخويات جهازًا يحتوي على زوج من العقد الدماغية (كتل من أجسام الخلايا العصبية)، وزوج من الحبال العصبية الجانبية التي تظهر من العقد الظهرية الدماغية، وزوج بطني من الحبال العصبية، ويرتبط كلا الحبلين ببعضهما البعض من خلال الفروع الجانبية للألياف العصبية.

إقرأ أيضا:مملكة الطلائعيات

الجهاز الهضمي

تمتلك الرخويات جهازًا هضميًا بسيطًا، مع فم أمامي وفتحة شرج خلفية، عدا في بطنيات الأقدام التي تمتلك أمعاء على شكل حرف (U)، وبالتالي تكون فتحة الشرج عندها في الأمام، وهذا يعني أنّ الجهاز الهضمي البدائي للرخويات يكون مستقيمًا، ويحتوي على معدة وغدد هضمية وأمعاء نحيلة.

الجهاز الدوراني

تمتلك الرخويات نظامًا دوريًا مفتوحًا خاليًا من الجدران الظهارية يُنقل خلاله سائل الجسم داخل الجيوب الأنفية، ويتكوّن القلب عادةً من بطين وأذنين خلفيتين، وتمتلك الرخويات الكثير من الخياشيم، وبعض الأنواع التي تعيش على الأرض طوّرت رئة، وبهذا يحدث التنفس مباشرة عبر الخياشيم أو الرئة أو كليهما معًا.

الجهاز التناسلي

تُصنّف الرخويات عادةً إلى ذكور وإناث، إلا أنّ بعض الأنواع تكون “خنثى”، ويكون الإخصاب في الرخويات إما خارجيًا أو داخليًا، وتُفرغ البويضات أو الحيوانات المنوية في تجويف التامور؛ وهو كيس رقيق الجدران موجود في تركيبها، ثم تنقلها فتحات التامور إلى البيئة ليحدث الإخصاب خارجيًا.

وفي الرخويات الأكثر تقدمًا توجد عادةً قنوات منفصلة لنقل الأمشاج (الجاميتات) تسمى قنوات البيض، قناة للأمشاج الأنثوية وأخرى للذكرية، وتقود كل منها البويضة والحيوانات المنوية -حسب نوع القناة-، إلى التجويف مباشرة.

غذاء الرخويات

يمكن أن تتغذى الرخويات على النباتات أو اللحوم؛ فمثلًا تتغذى أنواع معينة من الرخويات مثل؛ رأسيات الأرجل وبطنيات القدم المعروفة بشراهتها على اللحوم، فتأكل سرطان البحر، وجراد البحر، وأنواع صغيرة من الرخويات، والمحار، والقشريات، والروبيان، وأنواع الأسماك الصغيرة مثل سمك السردين.

 

وهناك بعض أنواع الرخويات مثل الحبار الصغير التي تتغذى على العوالق، مثلها مثل الرخويات ذات الصدفتين التي تتغذى بشكل أساسي أيضًا على العوالق النباتية والطحالب، والبعض الآخر من الرخويات يتغذى على النباتات المختلفة.

سلوك الرخويات

تختلف الأجهزة العصبية للرخويات اختلافًا كبيرًا عن الموجودة في الحيوانات الفقارية، مثل: الأسماك والطيور والثدييات، إذ إنّها تتكون من مجموعات من الخلايا العصبية التي تسمى العقدة بدلاً من العقول الحقيقية.

وتكون أدمغة الرخويات الأكثر تقدمًا مثل رأسيات الأرجل وبطنيات القدم ملتفة حول المريء بدلاً من وجودها داخل جماجم صلبة، والأغرب أنّ معظم الخلايا العصبية للأخطبوط مثلًا لا توجد في أدمغتها بل في ذراعيها، وهذا ما يجعلها تعمل بشكل مستقل حتى عند فصلها عن جسدها.

أنواع الرخويات

تنقسم الرخويات عادة إلى عشر فئات (منها اثنتين منقرضتين)، وتشمل الفئات الرئيسية من الرخويات الحيّة بطنيات القدم، ذوات الصدفتين، ورأسيات القدم. وفيما يأتي أبرز أنواع الرخويات:

  • بطنيات القدم

من أكثر فصائل الرخويات تنوعًا، وتعيش في المياه المالحة والعذبة والأرض، وتشمل القواقع والحلزونات.

 

  • ذوات الصدفتين

وهي أصداف بحرية قابلة للأكل، وتشتهر بأصدافها وعدم امتلاكها لرأس، وتعيش في المياه المالحة والعذبة، وتشمل المحار، والمحار الصدفي، وبلح البحر.

 

  • رأسيات القدم

معظم هذه الأنواع تفتقر إلى الأصداف، وتشمل الأخطبوط والحبّار.

 

  • ذوات الأصداف النابية

والتي لها أصداف أسطوانية طويلة ومجسات.

 

  • وحيدات اللوح

وتوجد في أعماق البحار، ولها أصداف تشبه الغطاء، كان يُعتقد أنّها انقرضت، لكن وجد العلماء بعض الأنواع الحية منها عام 1952م.

 

  • عديدة الأصداف

هي رخويات مسطحة تشبه البزاقة، لها صفائح كلسية تغطي الأسطح العلوية لجسمها، وتعيش في مياه المد والجزر على طول السواحل الصخرية في مختلف أنحاء العالم.

 

  • النيومينيومورفا

هي رخويات تشبه الديدان وتفتقر إلى الأصداف، تعيش في المحيط، وهي في الغالب عمياء، وتكون إما مفلطحة أو أسطوانية الشكل.

 

  • الكودوفوفياتا

هي رخويات صغيرة تعيش في أعماق البحار وتختبئ في رواسب القاع اللينة، وتشبه الديدان ولا تمتلك أصدافًا وأقدامًا عضلية كالرخويات الأخرى، ويُغطّي أجسامها شويكات كلسية تشبه القشور.

 

دورة حياة الرخويات

للرخويات دورة حياة تتميز بمجموعة من السمات المميزة المتعلّقة في التخصيب وفقس البيض والنمو، وتشمل دورة حياتها:

 

  • التخصيب

يُخصب البيض غالبًا داخل جسم الأنثى من قبل الذكر، وتضع الأنثى البيض المخصب في مكان آمن وتحرسه، وفي بعض الأنواع يكون التخصيب خارجيًا، إذ تطلق الأنثى البويضات في الماء، ويطلق الذكر الحيوانات المنوية مباشرة لتحدث عملية التخصيب كما يحدث في عملية تكاثر المحار مثلًا.

 

  • فقس البيض

توضع أعداد مختلفة من البيض حسب نوع الرخويات، ويفقس البيض بعد فترة من أسبوعين لأربعة أسابيع تختلف أيضًا باختلاف النوع، ثم تظهر اليرقات الصغيرة.

 

  • النمو

تنمو اليرقات في غضون عدة أسابيع في الغالب لتصبح فردًا بالغًا قادرًا على التزاوج وإعادة الدورة مرة أخرى، إلا أنّ هناك بعض الأنواع من الرخويات التي لا تصل إلى مرحلة النضج الجنسي إلا بعد بضع سنوات.

السابق
معلومات عن دودة القز
التالي
مملكة الطلائعيات